الرياض- فرص واستثمارات وريادة طبية سعودية
المؤلف: حمود أبو طالب11.04.2025

وبما أنّ الرياض قد باتت محطّ أنظار الباحثين عن الفرص المتنوّعة من شتّى بقاع الدنيا، فقد شاءت الأقدار أن تجمعني مائدة الإفطار في الفندق الذي يعجّ بالنزلاء برجل أعمال ينتمي إلى دولة عربية، إلا أنّه يقيم في إحدى الدول الأوروبية منذ أمد بعيد. لقد رحل إلى هناك في مقتبل شبابه بغية إكمال دراسته، ثم استقرّ به المقام هناك، وخاض غمار المال والأعمال والاستثمارات، ليصبح زائراً دائماً للمملكة بعد أن وجد فيها فرصاً قيّمة ومضمونة، تكفلها قوانين وأنظمة استثمارية مرنة ومحفّزة، مؤكداً أنّه لم يعثر على مثيل لها في أيّ دولة أخرى. ولا يخفى عليك مدى سعادتي وأنا أستمع إلى تلك الشهادة المفعمة بالثناء، وبعد أن استرسل في الحديث عن المشاريع التي يشارك فيها، استفسر مني بلهجة أقرب إلى الاستغراب عن ماهية المؤتمر الذي تُقام فعالياته في ذات الفندق الذي ينزل فيه، وهو «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة». وقد أدركت مغزى استغرابه الضمني، والذي ربما يتمحور حول تساؤل مفاده: هل بلغتم في مجال الطب هذا المستوى الرفيع من التطوّر الذي يمكّنكم من تنظيم مثل هذا المؤتمر العالمي المتخصّص؟
فأجبته قائلاً: نعم يا ضيفنا الكريم، لقد ارتقينا في هذا الميدان تحديداً إلى مستويات متقدّمة للغاية. وخير دليل على ذلك أنّ تجربة فصل التوائم الملتصقة قد انطلقت لدينا قبل أربعة وثلاثين عاماً، لنكون بذلك أوّل دولة عربية وإقليمية تؤسّس برنامجاً متكاملاً لهذه العمليات الجراحية المعقّدة، وذلك على الرغم من حداثة عهدنا بالتعليم الطبي مقارنةً بدول سبقتنا أشواطاً طويلة في هذا المضمار. وليس هذا فحسب يا ضيفنا، بل لقد تمّت لدينا إجراءات وعمليات طبية غير مسبوقة على مستوى العالم. فهل تعلم أنّه قبل فترة وجيزة أُجريت في أحد مستشفياتنا أوّل عملية في العالم لزراعة قلب بواسطة الروبوت؟ وهل تعلم أنّ لدينا مدناً طبية عريقة تقدّم أرقى وأحدث أساليب العلاج لمختلف الأمراض المستعصية؟ وهل تعلم أنّ الأطباء السعوديين الحائزين على أعلى المؤهلات وأفضل الخبرات هم الذين يتبوّؤن المناصب القيادية في المرافق الطبية ويديرونها بكفاءة واقتدار؟
لقد عمدت المملكة بصمت وثبات يا ضيفنا العزيز إلى الاستثمار الأمثل في رأس المال البشري، ولم تبدّد أموالها في مشاريع خيالية ومغامرات طائشة لا طائل منها، بل أنفقتها بسخاء على توفير تعليم نوعي رفيع المستوى لأبنائها وبناتها، وأطلقت برنامجاً تاريخياً للابتعاث إلى أعرق جامعات وأكاديميات العالم منذ زمن بعيد، وها نحن اليوم نجني ثمار ذلك الاهتمام المتواصل في شتّى مجالات العمل والإنتاج. فمشاريعنا العملاقة التي أُنجزت بالفعل والتي يجري العمل على إنجازها في هذه الآونة هي ذات بصمة وهوية وطنية خالصة بامتياز.
هذا غيض من فيض ممّا قلته لضيفنا الكريم، ولكنّ الذي آثرت عدم ذكره مراعاةً لأصول الضيافة وقواعد اللياقة: نعم نحن الذين كان يستعلي علينا بعض إخواننا العرب، وتنعثنا نخبهم المثقّفة بالبداوة والجهل والخشونة، ها نحن نرتقي سلّم الحضارة والرقيّ بخطىً واثقة في كلّ ميدان، ولكنّنا في الوقت ذاته تجنّبنا الوقوع في براثن الغرور المذموم والتعالي المقيت والتعصّب الأعمى.
فأجبته قائلاً: نعم يا ضيفنا الكريم، لقد ارتقينا في هذا الميدان تحديداً إلى مستويات متقدّمة للغاية. وخير دليل على ذلك أنّ تجربة فصل التوائم الملتصقة قد انطلقت لدينا قبل أربعة وثلاثين عاماً، لنكون بذلك أوّل دولة عربية وإقليمية تؤسّس برنامجاً متكاملاً لهذه العمليات الجراحية المعقّدة، وذلك على الرغم من حداثة عهدنا بالتعليم الطبي مقارنةً بدول سبقتنا أشواطاً طويلة في هذا المضمار. وليس هذا فحسب يا ضيفنا، بل لقد تمّت لدينا إجراءات وعمليات طبية غير مسبوقة على مستوى العالم. فهل تعلم أنّه قبل فترة وجيزة أُجريت في أحد مستشفياتنا أوّل عملية في العالم لزراعة قلب بواسطة الروبوت؟ وهل تعلم أنّ لدينا مدناً طبية عريقة تقدّم أرقى وأحدث أساليب العلاج لمختلف الأمراض المستعصية؟ وهل تعلم أنّ الأطباء السعوديين الحائزين على أعلى المؤهلات وأفضل الخبرات هم الذين يتبوّؤن المناصب القيادية في المرافق الطبية ويديرونها بكفاءة واقتدار؟
لقد عمدت المملكة بصمت وثبات يا ضيفنا العزيز إلى الاستثمار الأمثل في رأس المال البشري، ولم تبدّد أموالها في مشاريع خيالية ومغامرات طائشة لا طائل منها، بل أنفقتها بسخاء على توفير تعليم نوعي رفيع المستوى لأبنائها وبناتها، وأطلقت برنامجاً تاريخياً للابتعاث إلى أعرق جامعات وأكاديميات العالم منذ زمن بعيد، وها نحن اليوم نجني ثمار ذلك الاهتمام المتواصل في شتّى مجالات العمل والإنتاج. فمشاريعنا العملاقة التي أُنجزت بالفعل والتي يجري العمل على إنجازها في هذه الآونة هي ذات بصمة وهوية وطنية خالصة بامتياز.
هذا غيض من فيض ممّا قلته لضيفنا الكريم، ولكنّ الذي آثرت عدم ذكره مراعاةً لأصول الضيافة وقواعد اللياقة: نعم نحن الذين كان يستعلي علينا بعض إخواننا العرب، وتنعثنا نخبهم المثقّفة بالبداوة والجهل والخشونة، ها نحن نرتقي سلّم الحضارة والرقيّ بخطىً واثقة في كلّ ميدان، ولكنّنا في الوقت ذاته تجنّبنا الوقوع في براثن الغرور المذموم والتعالي المقيت والتعصّب الأعمى.
